الثلاثاء، 25 يونيو 2013


*الظلم مرتعه وخيم

*قصة المعتمد حاكم بعض ولايات الأندلس:

وها هو المعتمد حاكم بعض ولايات الأندلس ذلكم الشجاع القوي المترف،

يستعين به حاكم ولاية مجاورة، غزاها أحد أعدائه ....

فيسرع المعتمد لنجدة ذلك الرجل ويرجع ذلك الغازي مدحوراً لما رأى جيوش المعتمد.
 في ظلام الليل يقوم ليبث جنوده في المدينة وحول قصر من استنجد به ويحتل المدينة ويا له من مجير....!!



أصيب ذلك الحاكم  بصدمة عنيفة شُلَّ منها.....

 قبض عليه وعلى والده وأخذت أمواله وأودع السجن، وسبيت زوجاته وبناته ثم أخرج من ولايته مهاناً ذليلاً..

يقول أبوه:

 والله! إن هذا بسبب دعوة مظلوم ظلمناه بالأمس.
ثم يرفع يديه إلى من لا يغفل عما يعمل الظالمون، قائلا: اللهم كما انتقمت للمظلومين منا فانتقم لنا من الظالمين.

وتصعد الدعوة إلى من ينصر المظلوم، ويظل المعتمد في ملكه فترة، ينام والمظلوم يدعو عليه وعين الله لم تنم، وتجتاحه دولة المرابطين في ليلة من الليالي و تأسره في آخر الليل..

ويقضي حياته في أغمات في بلاد المغرب أسيراً حسيراً كسيراً، وأصبحن بناته المترفات اللائي كن يخلط لهن التراب بالمسك ليمشين عليه؛ حسيرات يغزلن للناس الصوف ما عندهن ما يسترن به سوآتهن، ويأتين أباهن يوم العيد في السجن يزرنه، فيتأوه ويبكي وينشد وكان شاعراً:

فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً      فساءك العيد في أغمات مأسوراً

 

ترى بناتك في الأطمار جائعة          يغزلن للناس ما يملكن قطميرا

 

برزن نحوك للتسليم خاشعة            أبصارهن حسيرات مكاسيرا

 


 

من بات بعدك في ملك يسر            به فإنما بات بالأحلام مغرورا

كم من دعوة مظلوم قصمت ظهر طاغية، والعدل أساس الملك: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49].

 
 
 
 
 
 

الظلم

الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور؛ إذ هو انحراف عن العدل.
 


أنـواع الظـلم:

قال البعض: الظلم ثلاثة:

الأول ـ أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى:

وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (سورة لقمان:13).

الثاني ـ ظلم بينه وبين الناس:

لقوله: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة الشورى 42) .

 الثالث ـ ظلم بين العبد وبين نفسه:

لقوله: {فمنهم ظالم لنفسه} (سورة فاطر:32)، وقوله على لسان نبيه موسى: {رب إني ظلمت نفسي} (سورة القصص:16)،

وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس، فإن الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه.

 

وقد وردت النصوص تذم الظلم:

*في القران:
قال تعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} (سورة الكهف:59)، وقال سبحانه: {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين} (سورة الزخرف:76)، وقال: {والله لا يحب الظالمين} (سورة آل عمران:57)، وقال: {ولا يظلم ربُك أحدًا} (سورة الكهف:49)، وقال: {وما ربك بظلام للعبيد} (سورة فصلت:46)، وقال: {ألا إن الظالمين في عذاب مقيم} (سورة الشورى:45)،

* في السنة:

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} » (رواه البخاري ومسلم).

وفي الحديث: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» (رواه مسلم).

*أقوال السلف:

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم»،

 وكان معاوية رضي الله عنه يقول: «إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرًا إلا الله»،

وقال يوسف بن أسباط: «من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يُعْصَى الله في أرضه».

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «لما كشف العذاب عن قوم يونس عليه السلام ترادوا المظالم بينهم، حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيرده إلى صاحبه».

وكان يزيد بن حاتم يقول: «ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك».

ونادى رجل سليمان بن عبد الملك ـ وهو على المنبر ـ: يا سليمان اذكر يوم الأذان، فنزل سليمان من على المنبر، ودعا بالرجل، فقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} (سورة الأعراف:44).

وقيل: «من سَلَبَ نعمةَ غيرِه سَلَبَ نعمتَه غيرُه»، ويقال: «من طال عدوانه زال سلطانه».

وقال ابن الجوزي: «الظلم يشتمل على معصيتين: أخذ مال الغير، ومبارزة الرب بالمخالفة، والمعصية فيه أشد من غيرها، لأنه لا يقع غالبًا إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب، ولو استنار بنور الهدى لاعتبر».



من أسـبـاب الظـلم:

( أ ) الشيطان:

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} (سورة البقرة:208)، وقال: {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} (سورة المجادلة:19).

 (ب) النفس الأمارة بالسوء:

قال تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء} (سورة يوسف:53).

(جـ) الهوى:

 قال تعالى: {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} (سورة النساء:135)، وقال سبحانه: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}  (سورة النازعات:40-41)، وقال جلَّ وعلا: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه} (سورة الكهف:28)، والآيات كثيرة في هذا الباب.



أسباب تعين على ترك الظلم وتعالجه:

1 ـ تذكر تنزهه عزَّ وجلَّ عن الظلم:

 قال تعالى: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد} (سورة فصلت:46)، وقال سبحانه: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} (سورة النساء:40)، وقال: {وما الله يريد ظلما للعالمين} (سورة آل عمران:108).


2 ـ النظر في سوء عاقبة الظالمين:

قال تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} (سورة مريم:71-72)، وقال سبحانه: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} (سورة هود:117)، وقال: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} (سورة الأنعام:47).

3ـ استحضار مشهد فصل القضاء يوم القيامة

، قال تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون  ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون} (سورة الزمر:68-70).

4ـ الذكر والاستغفار:

قال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} (سورة آل عمران:135).

5ـ كف النفس عن الظلم ورد الحقوق لأصحابها:

 فالتوبة النصوح أن يندم الإنسان بالقلب ويقلع بالجوارح، وأن يستغفر باللسان، ويسعى في إعطاء كل ذي حق حقه، فمن كانت لأخيه عنده مظلمة، من مال أو عرض، فليتحلل منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات، كما صح بذلك الخبر.

 


بعض آثار الظلم ومضاره:

الظلم يجلب غضب الرب سبحانه،

 ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب

، وهو يخرب الديار،

 وبسببه تنهار الدول،

 والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها،

والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته.

وندم الظالم وتحسره بعد فوات الأوان لا ينفع، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} (سورة الفرقان:27).

والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عزَّ وجلَّ: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين».




فاتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله.


قال أبو العتاهية:

أمــا والله إن الظلـم لـؤم     ومازال المسيئ هو الظلوم

إلى ديـان يـوم الدين نمضي    وعند الله تجتمع الخصـوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا     غـداً عند الإله من الملـوم
 
 
 
 
 

الأحد، 23 يونيو 2013


من وصايا الرسول الكريم

ورد عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بعض الوصايا الجامعة المانعة عظيمة القدر والفائدة التي لا غنى لمسلم عنها في حياته اليومية وأحواله العامة والخاصة، وبين يديك بعض الوصايا مع اعتراف العجز عن الإحاطة بكل وصاياه صلى الله عليه وسلم:

 

وصايا سبع جامعة من النبي لأبي ذر

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أمرني خليلي بسبع

1. أمرني بحب المساكين والدنو منهم.

2. وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي.

3. وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت.

4. وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا.

5. وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرًّا.

6. وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم.

7. وأمرني أن أُكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش.

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5187

خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
 

 


خمس وصايا نافعات

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعدّ خمسًا فقال:

1. اتّقِ المحارم تكن أعبد الناس.

2. وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.

3. وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا.

4. وأحبَّ للناس ما تُحبّ لنفسك تكن مسلمًا.

5. ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب".

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 100

خلاصة حكم المحدث: حسن

 



الوصية بذكر الله بعد الصلاة

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".

الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1522

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 



من حقوق المسلم على المسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه".

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2564

خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
 
 

وصية النبي لابن عباس

عن أبي عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2516

خلاصة حكم المحدث: صحيح
 


مقدمات دخول الجنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرّت عيني فأنبئني عن كل شيء؟ فقال:" كل شيء خُلق من ماء" قال: قلت يا رسول الله أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنّة؟ قال: "أفشِ السلام، وأطعم الطعام، وصلِ الأرحام، وقُم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام".

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 3/237

خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

 


ستة أمور يضمن بها الجنة

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي قال: "اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة:

1. اصدقوا إذا حدّثتم.

2. وأوفوا إذا وعدتم.

3. وأدّوا إذا اؤتمنتم.

4. واحفظوا فروجكم.

5. وغضوا أبصاركم.

6. وكُفّوا أيديكم".

الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1901

خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
 


اغتنم خمسًا قبل خمس

قال النبي لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسًا قبل خمس:

1. شبابك قبل هرمك.

2. وصحتك قبل سقمك.

3. وغناك قبل فقرك.

4. وفراغك قبل شغلك.

5. وحياتك قبل موتك".

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3355

خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
 


كن في الدنيا كأنك غريب

عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6416

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]